سألت خالقي وكلنا سألت
شعر # الشيخ ابراهيم عزت # وصف # ما يحدث # من٥٠ عام
وصف رابعة
لمن لمن تركتنا؟
سألت خالقي إلى متى
ستطعم الكلاب ما وهبتنا؟
الهول يا لقسوته
محافل تضم ألف سوط
والموت قادم
يدوس خوف موت
ويقول إبراهيم عزت في قصيدة بعنوان: «حبيبتي بلادي»:
قد كنت أصنع الكلام من دمي
وكنت أعرف النشيد هامسا
لعله إلى الفؤاد ينتمي
وكنت أكتب الحروف واحداً فواحدا
لتقرئي.. لتفهمي
وكنت يا حبيبتي وكنت
والآن يا حبيبتي
لن أكمل الحديث
وإن بدا مشوقاً
فليس ما أريده إثارة الطرب
أو أن تحركي الشفاه من دلائل العجب
ولن أتم يا حبيبتي النغم
فقد رأيت ما يحرّم النشيد
ألف عام
فصرت كلما بدأت في الغناء
أجهشت بالبكاء
لن أمسك القلم
فالرعشة التي سرت في قلبي المنهوك
أصابت المواقع الخضراء بالعقم
فلم تعد تجيد غير نبضة الألم
لن أكمل الحديث يا حبيبتي
فشمعتي في ليلة الجفاء أطفئت
وأكذب الأصوات في هواك قد علت
وقصة الكلام كلها
قد انتهت
وفي قطعة أخرى عن الآلام والقيود التي يعاني منها إخوانه، ورغم ذلك فإن الشاعر لا يستسلم لهذه الأهوال، بل يقابلها بالرجاء والأمل الذي يراه في الأفق مطلاً باسماً:
حبيبتي
ولم تزل في أفقنا بقيّة من الرجاء
حطمي قيوده
لتحتمي بسربه
لتصنعي حياتنا به
لتسمعي دعاءه.. بكاءه
يستمطر السماء زاده.. ونصره
ويستغيث ربّه
فحطمي قيوده
وفي قصيدة أخرى بعنوان: «اليوم عيد»، يقول:
اليوم عيد
قد عشت فيه ألف قصة حبيبة السماء
أردد الأذان في البكور
أراقب الصغار يمرحون في الطريق كالزهور
وهذه تحية الصباح
وهذه ابتسامة الصديق للصديق
والسلام
يبسط اليدين يرسل الندى
ويملأ الحياة بالأمان
وخضرة الزروع غضة الجنى
ما أطيب الأمان يا أحبتي
إن عانق الأمان
زماننا ربيعه الأمان
لكن الوضع الحقيقي في حاضر الشاعر على خلاف هذه اللوحة الجميلة الوادعة، لأن:
شريكة الأسى بدا جناحها الكسير
تخبئ الدموع عن صغارها
وحينما يلفها السكون
سترتدي الصقيع
كي تقدم الحياة للرضيع
فإن الشاعر يفتش في ذات نفسه عما يجدد الأمل لديه، فيجد حب أهله وأولاده في قلبه، فيصر على أنه:
مازال يومنا ويومهم
لأننا نحبهم
اليوم عيد
يقول في قصيدة «الله أكبر»:
الله أكبر باسم الله مجريها الله أكبر بالتقوى سنرسيها
الله أكبر قولوها بلا وجل وحققوا القلب من مغزى معانيها
بها ستعلو على أفق الزمان لنا رايات عز نسينا كيف نفديها
بها ستبعث أمجاد مبعثرة في التيه حتى يرد الركب حاديها
الله أكبر ما أحلى النداء بها كأنه الري في الأرواح يحييها
إنه بحق شاعر متميز، امتلك أدوات الشعر، ووظفها بمهارة، ما كان منها من أصيل تراثنا أو من حديث ثقافتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق